السلام عليكم انا رجل من خلفية شيعية والان اصحبت على خط موازي بين السنة والشيعة فلا اعتبر نفسي شيعي ولا اعتبر نفسي بينهما ولدي سؤال..
لماذا يجب ان تكون الخلافة في آل البيت حصرا وهذا قمة العنصرية ؟ فإذا كانت الخلافة في الائمة المعصومين ومن يوم من ذريتهم فما الجديد الذي جاء به الاسلام ففي الجاهلية كانت قريش وفي الاسلام كان آل البيت ؟
مع الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.
إن هذا الإشكال إنما هو نابع من قصور في فهم الدين، ليس من المنطق والعقل أن تطيع الله عز وجل فيما يتقبله عقلك البسيط وترفض ما لا تعقله أو تتقبله أهواءك! فإن ذلك ما فعله إبليس (لعنه الله) عندما استكبر ورفض السجود لآدم عليه السلام بحجة أنه لا يقبل أن يسجد لمخلوق خلقه الله من طين، ولم يتقبل أن يفضل الله آدم عليه السلام على سائر خلقه ويجعله خليفته في أرضه. إن دين الله جل جلاله ليس للمخلوق أن يكيّفه على هواه، فقد قال الله جل جلاله في محكم كتابه العزيز "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" (الجاثية 24).
إن الله أرسل إلينا الأنبياء والرسل والأوصياء رحمة منه عز وجل ليبلغونا دين الحق وجعل اتباعهم ابتلاء واختبار، فإنه جل جلاله اصطفاهم من دون سائر الخلق ليكونوا امتحاناً لنا في اتباعهم والبراءة من أعدائهم، وليس لنا أن نشكل على الله بأن جعلهم هم المهديين دون سائر الخلق، قال الله سبحانه وتعالى "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (آل عمران 34).
إذا كنت تؤمن بالله عز وجل، يجب عليك أن تطيعه في كل ما أمر به، لا أن تطيعه في ما يعجبك وتكفر في ما يعجبك "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة 86)
وكما ان الدليل العقلي يشير إلى أن (فاقد الشيء لا يعطيه) فإن الفاقد للهداية من الله عز وجل لا يمكن ولا يصلح أن يكون هادياً للناس مهدياً. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهدَى فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ) (يونس:36).
ووجوب اتباع العترة الطاهرة ثابت عند الجميع، فالروايات مشهورة ومتواترة بوجوب اتباعهم بعد النبي صلى الله عليه وآله، فبهم نقتدي ومن أعدائهم نبرأ، ومنهم نتعلم أحكام ديننا وطرق تعبدنا ومعاملاتنا.
إن من يتبع للعترة الطاهرة يكون آمنا مطمئناً ونتمنى منك الإنتباه والعودة إلى طريق الحق، طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
كما أن هذا الأمر عائدٌ إلى عالم الذر، وكان لتلك الامتحانات التي جرت في عالم الذر أثر في التفاضل بين الخلائق حيث حاز محمد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم) المرتبة العليا والعطايا الأكمل، وذلك ما رُوي عن إمامنا الصادق صلوات الله عليه: ”لمّا أراد الله عز وجل أن يخلق الخلق؛ خلقهم ونشرهم بين يديه، ثم قال لهم: من ربّكم؟ فأوّل من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، فقالوا: أنت ربّنا، فحمّلهم العلم والدين. ثم قال للملائكة: هؤلاء حَمَلة ديني وعلمي وأُمناي في خلقي وهم المسؤولون. ثم قيل لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية، فقالوا: نعم ربّنا أقررنا، فقال الله جل جلاله للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: شهدنا على أن لا يقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون. - ثم قال الصادق عليه السلام لداود الرقي - : ياداود! الأنبياء مؤكدة عليهم في الميثاق“. (علل الشرائع للصدوق عليه الرحمة ج1 ص117).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 محرم الحرام 1441 هجرية
لماذا يجب ان تكون الخلافة في آل البيت حصرا وهذا قمة العنصرية ؟ فإذا كانت الخلافة في الائمة المعصومين ومن يوم من ذريتهم فما الجديد الذي جاء به الاسلام ففي الجاهلية كانت قريش وفي الاسلام كان آل البيت ؟
مع الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.
إن هذا الإشكال إنما هو نابع من قصور في فهم الدين، ليس من المنطق والعقل أن تطيع الله عز وجل فيما يتقبله عقلك البسيط وترفض ما لا تعقله أو تتقبله أهواءك! فإن ذلك ما فعله إبليس (لعنه الله) عندما استكبر ورفض السجود لآدم عليه السلام بحجة أنه لا يقبل أن يسجد لمخلوق خلقه الله من طين، ولم يتقبل أن يفضل الله آدم عليه السلام على سائر خلقه ويجعله خليفته في أرضه. إن دين الله جل جلاله ليس للمخلوق أن يكيّفه على هواه، فقد قال الله جل جلاله في محكم كتابه العزيز "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" (الجاثية 24).
إن الله أرسل إلينا الأنبياء والرسل والأوصياء رحمة منه عز وجل ليبلغونا دين الحق وجعل اتباعهم ابتلاء واختبار، فإنه جل جلاله اصطفاهم من دون سائر الخلق ليكونوا امتحاناً لنا في اتباعهم والبراءة من أعدائهم، وليس لنا أن نشكل على الله بأن جعلهم هم المهديين دون سائر الخلق، قال الله سبحانه وتعالى "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (آل عمران 34).
إذا كنت تؤمن بالله عز وجل، يجب عليك أن تطيعه في كل ما أمر به، لا أن تطيعه في ما يعجبك وتكفر في ما يعجبك "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (البقرة 86)
وكما ان الدليل العقلي يشير إلى أن (فاقد الشيء لا يعطيه) فإن الفاقد للهداية من الله عز وجل لا يمكن ولا يصلح أن يكون هادياً للناس مهدياً. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهدَى فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ) (يونس:36).
ووجوب اتباع العترة الطاهرة ثابت عند الجميع، فالروايات مشهورة ومتواترة بوجوب اتباعهم بعد النبي صلى الله عليه وآله، فبهم نقتدي ومن أعدائهم نبرأ، ومنهم نتعلم أحكام ديننا وطرق تعبدنا ومعاملاتنا.
إن من يتبع للعترة الطاهرة يكون آمنا مطمئناً ونتمنى منك الإنتباه والعودة إلى طريق الحق، طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
كما أن هذا الأمر عائدٌ إلى عالم الذر، وكان لتلك الامتحانات التي جرت في عالم الذر أثر في التفاضل بين الخلائق حيث حاز محمد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم) المرتبة العليا والعطايا الأكمل، وذلك ما رُوي عن إمامنا الصادق صلوات الله عليه: ”لمّا أراد الله عز وجل أن يخلق الخلق؛ خلقهم ونشرهم بين يديه، ثم قال لهم: من ربّكم؟ فأوّل من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، فقالوا: أنت ربّنا، فحمّلهم العلم والدين. ثم قال للملائكة: هؤلاء حَمَلة ديني وعلمي وأُمناي في خلقي وهم المسؤولون. ثم قيل لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية، فقالوا: نعم ربّنا أقررنا، فقال الله جل جلاله للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: شهدنا على أن لا يقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون. - ثم قال الصادق عليه السلام لداود الرقي - : ياداود! الأنبياء مؤكدة عليهم في الميثاق“. (علل الشرائع للصدوق عليه الرحمة ج1 ص117).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
27 محرم الحرام 1441 هجرية